د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
جولة في كتاب أجمل حوار.. حوار النبي صلي الله عليه وسلم مع أصحابه للدكتور راغب السرجاني
كتاب "أجمل حوار.. حوار النبي صلي الله عليه وسلم مع أصحابه" للأستاذ الدكتور راغب السرجاني عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمشرف العام علي موقع قصة الإسلام. عن دار أقلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة..
يسعي كثير من المسلمين للبحث عن فنون الحوار والتواصل مع الآخرين في الكتب الغربية. وعند كُتَّاب ومؤلفين مهما بلغت مهارتهم فلن يبلغوا عُشر معشار ما كان لدي رسول الله صلي الله عليه وسلم من القدرات والمهارات في فن الحوار والتواصل.
لهذا كانت فكرة الكتاب تتناول حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وإن كان له صلى الله عليه وسلم صور كثيرة للحوار مع كل طوائف الناس: المسلم والكافر، والرجل والمرأة والشيخ والطفل، والحر والعبد، وفي كل مواقف الحياة المتنوعة.
وكان الرسول صلى الله عليه وأفضل من استخدم الحوار على الإطلاق؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم وظيفة الحوار، وفوائده، وأساليبه، وأدابه، وفنونه، وقد مارسها صلى الله عليه وسلم على أحسن ما يكون طوال حياته..
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستخدم الحوار كوسيلة للتواصل والتراحم مع الاخرين.. لذا فإن كتاب أجمل حوار ركز على هاتين النقطتين..
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بالحوار لكي يقطع الوقت أو ليملأ الفراغ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يستغل الحوار ليلج في الخصومة أو من أجل الظهور والغلبة، وإنما كان حوار الرسول صلى الله عليه وسلم لأهداف رائعة، وكان كثيرا ما يحقق أكثر من هدف في الحوار الواحد، أو يحقق كل تلك الأهداف مجتمعة، ومن هذه الأهداف: التعارف، تلطيف العلاقات مع الصاحب، التعليم، إزالة شبهات، التحقيق في قضايا والحكم فيها، البحث عن الرأي الأفضل "الشورى" ولكل من هذه الأهداف مواقفها في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..
وكما وجدنا الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجًا وقدوة في جمال أهدافه من الحوار، فإننا نجده كذلك في وسائله في الحوار؛ ومن هذه الوسائل: أدب التعبير وانتقاء الألفاظ، الاستماع إلى الطرف الآخر، الابتسامة أثناء الحوار، قبول الرأي الآخر وعدم الدخول في الجدل الطويل، تقدير الحالة النفسية للطرف الآخر، عدم السخرية أو الاستهزاء بالأخطاء الساذجة، القوَّة في الحق، المدح دون كذب والثناء دون مبالغة، الصبر على أذى الطرف الثاني، التشويق لإذهاب الملل ولفت الانتباه، إظهار الحب للطرف الآخر والحرص عليه... وغير ذلك من الوسائل.
التعليقات
إرسال تعليقك